السبت، 21 فبراير 2009

الحين فهمنا يالسلطان !!


استغربنا كثيرا تصريحات التجمع السلفي الأخيرة بخصوص استجواب الحركة الدستورية لرئيس مجلس الوزراء ، وموقفه المتشدد المعارض له ولتوقيته ..

وكان التحليل المنطقي والطبيعي الذي يهتدي إليه كل ذي عقل ولب ،أن موقف التجمع السلفي المعارض لاستجواب حدس هو من قبيل " المعارضة من أجل المعارضة " ولأن مقدمو الاستجواب هم نواب حدس" الفسقة المبتدعة حسب القناعة السلفية " .. فالصراع السلفي الاخواني هو صراع قديم أزلي انعكس على الواقع السياسي الكويتي..
ولكن هل هذا التحليل واقعي ؟؟ وماهي الشواهد التي أرشدتنا إلى هذه النظرية ؟؟

نذكر على سبيل المثال بعضها ثم نسقطها على واقعنا لنرى مدى جدواها ...

*
هاجم السلف نواب الحركة الدستورية الاسلامية هجوما مكثفا في انتخابات لجان مجلس الأمة في دور الانعقاد الماضي، وأسقطوهم من رئاسة اللجان المهمة بتحالفهم المتكتك مع الحكومة والتيارات الأخرى المعادية ،وليس هناك أي مبرر لهذه الحملة الشرسة سوى العداء المستحكم الذي يكنه أعضاء التجمع الاسلفي للاخوان وفكرهم " المنحرف " كما يدعون ، أما تحليلهم للنتائج فكان تحليلا عصبيا حزبيا عندما ادعوا أن الحكومة أيقنت بأن التجمع السلفي هو التكتل الإصلاحي الذي تستطيع الاعتماد عليه .. " من الذي أعطى السلف حق الحكم على أنفسهم ، وحق احتكار مفهوم الإصلاح على جماعتهم ؟؟ "

*
هاجم السلف مشروعي المصفاة والداو رغم حيوية هذه المشاريع ، ومثَل الوزير باقر دور" وزير الشطرنج" الذي يتحرك بحرية تامة بكل نجاح وفاعلية ، فشهدنا منه تنسيقاً شمل جميع المستويات النيابية الوزارية من أجل اسقاط هذه المشاريع وإفشالها ، ولانفهم سبباً مقنعاً لهذه التحركات سوى أن هذه المشاريع ولدت من صلب وزير اخواني واضح الانتماء للحركة الدستورية الاسلامية ..

* بعد أن أعلنت الحركة انسحابها وعدم رغبتها المشاركة في الحكومة القادمة ، تحرك نواب السلفي بزعامة الامام خالد السلطان حاملين لواء " البقاء للحكومة .. والفشل للاخوان " فجمعوا الكتل السياسية في اجتماعات هي الأولى من نوعها من أجل اقناعها دخول الحكومة متناسين الخلافات "الشيعية -السنية " من جهة و " الاسلامية - الليبرالية " من جهة أخرى ، هدفهم الأسمى من ذلك حرق ورقة الانسحاب الحدسي من الحكومة ومنعها من أن تكون ورقة ايجابية رابحة يلعب بها الاخوان في الانتخابات القادمة .. كما مارسوا نفس الدور البطولي عندما أعلنت حدس نيتها استجواب ناصر المحمد خلال ستة أسابيع قادمة ولنفس المرامي السابقة ..

* تراجعت الحكومة عن مشروعي المصفاة والداو بطريقة غريبة وبشكل مفاجئ بعد أربعة أيام فقط من إقرارها ، فقررت حدس إثر ذلك الانسحاب من الحكومة وعزمت على طلب تشكيل لجنة تحقيق نيابية لكشف الحقائق ومحاسبة المفسدين والمتخاذلين ..
الدور السلفي المتوقع : تنسيق واضح مع الحكومة من جهة لتشكيل لجنة تحقيق صورية لا تفي بالغرض .. وفي المقابل تنسيق شعبي سلفي لتقديم مقترح للجنة تحقيق أخرى لا تسمن ولاتغني من جوع ، والغاية من وراء كل هذه التحركات هي زيادة الخيارات أمام المجلس حتى لا تشكل لجنة التحقيق الحدسية إحراجاً لبقية النواب " ومنهم السلف " عند تجنبهم التصويت لصالحها ..

* أعلنت الحركة الدستورية منذ أيام موقفها من مقترح شراء المديونيات بالتأييد والدعم وهو موقفهم ذاته من المشروع الذي قدم في المجلس السابق .. ليأتي رد السلف السريع والخاطف برفض المشروع وعدم تأييده بحجة شرعية مفبركة كما ادعى السلطان "فتوى من الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه بعدم جواز شراء الدين بالدين " ، وسرعان ما تكشفت الحقائق وانجلى الغبار ليتبين لنا جميعا أن نص الفتوى عكس ما صرح به السلطان تماما.. هذا الأمر أحرج السلف شعبيا لرفضهم المشروع أولاً ولتلفيقهم الفتوى ثانياً ، الأمر الذي هز مصداقية التجمع السلفي بين الناس، ولكن لا يهم طالما عارض موقفهم موقف الحركة الدستورية الاسلامية ..

* لم يقف الصراع عند هذا الحد ، بل تعدى كونه صراعا استراتيجيا ليكون صراعا على الشكليات كذلك ، ولأن حدس دخلت في حكومتين متعاقبتين بمنصبي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الأمة " اسماعيل الشطي " ووزير الكهرباء والماء والنفط " محمد العليم" .. أعلن التجمع السلفي على موافقته دخول حكومة المحمد الجديدة بباقر على أن يتولى إحدى هذين الحقيبتين .." ولا حول ولا قوة إلا بالله "



..............................................................

بعد هذا الاستعراض التاريخي لعلاقة التجمع السلفي بحدس فقط خلال أقل من ستة شهور ، لانستغرب أن تكون الخطوة التالية هي معارضة الاستجواب بكل الوسائل والحول بينه وبين نجاحه .. ولكن ..

ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول موضوع الاستجواب بالذات ويجعلنا نشكك في هذه النظرية : أن نواب التجمع السلفي عارضوا جميع الاستجوابات السابقة المقدمة لرئيس مجلس الوزراء " ثلاثي الاستجواب - المليفي - الشعبي " واليوم حدس وتحت نفس الذريعة وهي التوقيت الغير مناسب وأن البلد في حاجة إلى الاستقرار السياسي .. على الرغم من أن التجمع عارض استمرار المحمد على رأس الهرم الحكومي منذ اليوم الأول بعد الانتخابات وكلنا يذكر الزيارة الغريبة التي قام بها السلطان لحضرة صاحب السمو أمير البلاد يطلبه من خلالها عدم التجديد للمحمد " ولا أعرف من أين جاء السلطان بهذا الحق وهذه الصلاحية ؟! " ..

إذاً معارضة الاستجواب فيها تناقض واضح من جهة ، لكن هذا التناقض ليس له علاقة بالصراع الحدسي السلفي القديم كما تبين ؟؟!! ..

إذاً ما الحكاية ؟؟ فهمونا يالسلف ؟؟

هناك تحليلين منطقيين لهذه الحالة المرضية التي يعاني منها السلف اليوم :

التحليل الأول :
بأن التجمع السلفي قد أجاب على هذه التناقضات وهم صادقون في ذلك : " أن التوقيت غير مناسب ، و أن البلد في حاجة إلى استقرار سياسي" .. نعم في حاجة إلى استقرار سياسي حتى يخرج من الأزمة الاقتصادية المالية التي عانى منها التاجر والمستثمر الكبير " الهامور " قبل الصغير .. وإن أي استجواب في هذه الفترة فإنه سيكون بمثابة الطلاق البائن بين السلطتين مايجعل أي حل لهذه الأزمة المالية بعيدا عن ناظري التجمع السلفي وخصوصا السلطان " أحد الهوامير المتضررين من تداعيات الأزمة " ..


الحين فهمنا يا السلطان ..!!

لأن مستقبل شركات السطان أهم من مستقبل المواطن البسيط ،فإنهليس من أولويات التجمع السلفي النظر في قانون شراء المديونيات" بجة شرعية غير دقيقة "، لأن هذا المشروع الشعبوي قد يؤثرسلبا على مشروع قانون الانقاذ الاقتصادي " انقاذ الهوامير " ..

لأن مستقبل شركات السلطان أهم
من حدس والخلاف العقدي البيزنطي، فإن التجمع السلفي لا يعارض الاستجواب الحدسي فقط ، بل وأي استجواب آخر قد يحول دون مراقبتهم اللصيقة " لخطة الانقاذ السلفي " أو.. " الهاموري " ..

لأن مستقبل شركات السلطان أهم من أي مبدأ أو توجه ، فإن باقرمستعد لأن يتنازل للتكتل الشعبي ويلبي رغباته ، ويعدل في خطة الانقاذ بما لا يتعارض والمصلحة السلطانية مقابل التأييد وعدم التوجه للمساءلة السياسية ..

التحليل الثاني : أن السلف اليوم يتمتعون بكتلة نيابية واسعة لن يحلموا بها في المستقبل بسبب تناقضاتهم ومواقفهم المتأرجحة والغير واضحة خلال الأيام القليلة الماضية ، كما يمتلكون وزيرًا فاعلاً وهو " باقر " الذي له تأثيره الكبير في القرار الحكومي المسلوب، فيكون بذلك التجمع السلفي قد أحكم قبضته على أي مشروع أو قانون قد يمر على مجلس الأمة .. ولأن هذه الفرصة الذهبية قد لا تتكرر، فإن من الطبيعي جدا أن يكون السلف اليوم أحرص ما يكون على مجلس الأمة من أي وقت مضى ، وأخوف مايكون من الحل الذي سيبدد كل آمالهم وتطلعاتهم في السيطرة .. لذلك هم لا يريدون استجواباً أو أي مساءلة قانونية ضد الحكومة وبالأخص رئيس الوزراء ، وكل ذلك على حساب إصلاح البلد وتقويم مساره ..

نعم يالسلطان .. من حقك انقاذ ما يمكن انقاذه من أملاك وشركات ومصالح ..ومن حق السلف الاستمتاع بهذه السلطة التي نالوها بانتخابات شرعية .. ولكن ليس على حساب مستقبل البلد .. فأنت مؤتمن ..

الأحد، 15 فبراير 2009

طلال السعيد ..أنت عن الوطنية بعيد !!


سمعت من أحد أساتذة الفكر السياسي يوما مقولة رائعة رسخت في ذهني لما تحمله من معنى يطابق الواقع السياسي مئة بالمئة ، يقول واصفا الرجل السياسي : " بأنه الرجل الذي يتحدث كثيرا ولا يقول شيئا " .. نعم أعزائي القراء فما أكثر مايطلقه رجال السياسة اليوم من وعود وعهود ومقترحات وردية ومشاريع استراتيجية ، ولكن وفي حقيقة الأمر ، لو ركزت قليلا عليها لوجدتها فارغة المضمون ، زائفة المظهر ،لا تهتدي إلى التطبيق العملي الواقعي سبيلا ، لا تعدو كونها فقاعات إعلامية ومزايدات كلامية لا طائل منها سوى التكسب الانتخابي الرخيص ..

أخي القارئ .. يبدو أن هذه المقولة الجميلة انطبقت على واقع سياسي طبيعي كان يعيشه هذا المفكر الكبير ، هذا الواقع قد مرض وتأزم ..وتحول إلى واقع كليل عليل انتشرت فيه الأوبئة والأمراض العقلية كانتشار النار في الهشيم .. نتج عن هذه الحالة المرضية المؤسفة رجل آخر أبدع وبرز في مجال السياسة وبالأخص السياسة الكويتية أسميته الرجل النسناسي (1) .. وهو كما أعرَفه " الرجل الذي يتكلم كثيرا ولا تفهم منه شيئا " ..

لا تفهم منه شيئا .. لأنه يتكلم في وادٍ والواقع في وادٍ أخر ..
لا تفهم منه شيئا .. لأن كلامه مليئٌ بالأباطيل والأكاذيب والاشاعات المقرضة ..
لا تفهم منه شيئا .. لأنه يتكلم في قضايا حساسة ويزايد عليها ويدعو الناس لتبنيها ، وهو أول المقصرين فيها ..
لا تفهم منه شيئا .. لأنه متناقض مع نفسه ..
لا تفهم منه شيئا .. لأنه هو نفسه لا يفهم ماذا يقول ..

ما يميز هذا الرجل أنه يشكل إضافة كوميدية على المسرح السياسي ، كفاصل ممتع يكسر روتين المشاهد والأحداث السياسية الجامدة والجادة بطبعها..
(1) الرجل النسناسي : هو الرجل قليل العقل ، يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقط من أعين الناس ، والنسناس تدل رؤيته في المنام على التحبب إلى الناس بطيب الأخلاق والتملق إليهم لما يجره من النفع ويدل على الذهول والنسيان.

وقد يسألني البعض عن أمثلة واقعية عن هذا النموذج الغبي في مجتمعنا الكويتي ؟؟ .. قأقول : إني لا أحب أن أكون وصياً على عقول قرائي الأعزاء الذين يمتلكون من الفطنة والذكاء ماتجعلهم يميَزون هذا المهرج من أول وهلة ..
سأطرح في هذا المقال وفي الأعداد القادمة منه أسماء عديدة شهيرة في المجتمع الكويتي وحقائق ومعلومات حول هذه الشخصيات ، ثم أترك لكم حرية تقييمه إن كان سياسياً أم نسناسياً ..
باسم الله نبدأ ..

أعجبتني كثيرا حلقة عرضت بالأمس من البرنامج المميز زين وشين وهي من تقديم الأخ الإعلامي طلال السعيد .. طلال السعيد وماأدراك ما طلال السعيد ؟؟
رجل مخضرم له باعٌ طويلٌ في مجال السياسة وهو نائب سابق في البرلمان الكويتي ..عزيزي القارئ هل هذا الرجل برأيك سياسي أم نسناسي ؟
هل طلال السعيد صادق أم كذاب .. وطني أم منافق .. محنك أم غبي.. مؤدب أم وقح ؟؟
تعال أخي القارئ لنذهب في جولة سريعة مع اعلامينا المميز طلال السعيد وحلقة الأمس من برنامج زين وشين .. قيم وكن انت الحكم !!

......................................................

في حلقة الأمس .. عرض الأخ طلال في برنامجه مشهد فيديو للنائب ناصر الصانع وهو يدبك دبكة الانتصار لغزة على حد قوله .. وما شاهدناه كانت نشيدة " صامد يا دار " للمنشد عبدالفتاح عوينات ، بينما كان الصانع محمولاً على الأكتاف طوال مدة الفيلم المعروض ..
" كل المعاجم العربية تثبت بأن الدبكات والرقصات والعرضات والهزَات تكون على الأرض ، ولم نسمع أبدا بدبكة هوائية على الأكتاف .. متوفر لدينا معاجم مختلفة ومتنوعة لغيرالناطقين بالعربية .. الطلب للجادين فقط .."
في حلقة الأمس .. عرض طلال السعيد وثيقة طويلة عريضة لاجتماع الأمانة العامة لحدس تحتوي على دراسة تفصيلية لايجابيات وسلبيات استجواب رئيس الوزراء وانعكاساته على مستقبل الحركة ، ووضعها الانتخابي ، وعلاقتها بالحكومة والشارع الكويتي ، وأثر هذا الاستجواب على مسيرة التنمية الكويتية ، ولم تحتوي هذه الورقة على أي إثبات يبين أنها تخص الحركة الدستورية الاسلامية ..
" إن كانت هذه الورقة تخص حدس ، فإني أقف تصفيقاً واحتراماً لحركة سياسية تدرس كل خطوة تخطوها و أثر تلك الخطوات على مستقبلها ومستقبل التنمية في البلد الذي تنتمي إليه .. وإن كانت لا تخصها ، فماذا تسمي عزيزي القارئ من يزور أوراقاً وينسبها إلى جهة أخرى يختلف معها في فكرها وسياساتها ؟؟ "

في حلقة الأمس .. اتهم أخونا العزيز طلال السعيد الاستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأنه صرح بعدم السماح لأبنائه بأداء عمليات استشهادية وأنه يرغم أبناء الغير بهذه العمليات مستدلاً بمقطع فيديو عرضه في الحلقة .. وما شاهدناه مقابلة باللغة الانجليزية مع الاستاذ خالد مشعل نفى فيها إرغامه أحد بعمل تفجيرات استشهادية ، لا أبناءه ولا أبناء غيره ..
" دورة اللغة الانجليزية لمدة شهر تكلف ٩٠ دينار في أرقى المعاهد في الكويت .. كذلك للجادين فقط "
في حلقة الأمس .. وصف بوبندر الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس بأنه متعصب فكرياً ويرفض الاستماع إلى الرأي الأخر وأثبت هذه النظرية من خلال مشهد فيديو كذلك .. وما شاهدناه صحفي وقح سأل الزهار بطريقة استفزازية سوقية ، ماجعل الزهار يرفض الاجابة على سؤاله ، ويسأل إن كان من بين الصحفيين من لديه نفس السؤال ليجيب عنه ..
" إذاً المشكلة في السائل وليس في السؤال نفسه !! .. أين التعصب الفكري في ذلك ؟؟ "

في حلقة الأمس .. اتهم الأخ السعيد حركة حماس كلها بالتواطؤ مع النظام الصدامي البائد إبان الغزو العراقي لدولة الكويت، وذلك عبر مشهد فيديو قديم لمواطن فلسطسني مقيم في الكويت أثناء الغزو العراقي الغاشم يطعن في شرعية حكم آل الصباح ويمجد الطاغية صدام حسين ويثني عليه ، معدداً مناقبه وبطولاته ، دون أي اثبات أو دليل قطعي بأن هذا الرجل ينتمي لحركة حماس
" سؤال غبي : هل كل الفلسطينيين ينتمون لحركة حماس؟؟ .. لدينا دروس خصوصية تعرَف بالحركات والأحزاب والفصائل الفلسطينية وتشرح الفرق بينها.. للأغبياء فقط "
في حلقة الأمس ..عندما سأل أحد المتصلين الاعلامي السعيد عن رأيه في استقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد لخالد مشعل بعد الغزو العراقي الغاشم مباشرة وهو من اتهمه السعيد بالخيانة و نكران الجميل .. أجاب بأن صاحب السمو هو ولي الأمر ومن حقه فعل ما يشاء ..
" أسئلة بريئة : يا صاحب الوطنية هل تنكر فعلاً فعله حضرة صاحب السمو أمير البلاد ؟ وهل تعتقد بأنه من الممكن أن يستقبل حضرة صاحب السمو رجلاً خائناً متواطئاً مع الطاغية صدام حسين ؟ "
في حلقة الأمس .. سأل المتصل ذاته أخونا المخضرم طلال السعيد إن كان سيفرح بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ، فأجاب بكل فخر وثقة .. لا،لاأفرح ..
" لا حول ولا قوة إلا بالله .. سؤال مباشر لأولي الألباب : ماذا نسمي من يحزن لانسحاب القوات الاسرائيلية من أرض غزة ؟؟ عميل - منافق - صهيوني - جميع ماسبق "

في حلقة الأمس .. رفض طلال السعيد تصريح الحريتي بعدم قدرته التحكم بكلمات الخطباء على المنابر قائلاً : عليك يالحريتي إلزام الخطباء المقيمين الحاقدين بالدعاء لولي الأمر أو تسريحهم .. فهم يستهلكون الماء والكهرباء مجاناً والكويتيون أولى بهذه الخدمات ..
" سؤال محزن : هل هكذا يخاطب أبناء الكويت المحافظين بطبعهم علماء الدين والشيوخ ؟ هل هذا الأسلوب يعبر عن أخلاق انسان كويتي أصيل أم انسان وقح ، غير محترم ولا يمت للمجتمع الكويتي بصلة ؟ "

في حلقة الأمس .. صرح السعيد في حلقة الأمس بأنه غير خائف من ايقاف قناته المنحطة " سكوب" لأنه يمتلك تراخيص بث من ثلاث دول أخرى خارج الكويت .. الأخ السعيد يطلب من الحريتي تقييد حرية الخطباء على المنابر ، وفي المقابل يرفض التضييق على قناته من قبل وزيرالإعلام ..
"عزيزي القارئ ماذا نسمي من يأمر الناس بالبر وينسى نفسه ؟ متناقض - مضطرب عقليا - بايق بوقة وخايف - جميع ما سبق "
في حلقة الأمس ..الأخ السعيد كرر كلمة الوطنية والأمير والكويت أكثر من ٣٠٠مرة خلال ١٥٠ دقيقة ، أي ما يعادل تقريبا مرتين بالدقيقة الواحدة .. معلومة : طلال السعيد استقبل مذيع برنامج " مضايف أهلنا " العراقي في ديوانه بالجهراء سنة ٢٠٠٤ ، هذا المذيع وذاك البرنامج كانو من أشد المعادين لحكم الصباح في الكويت لدرجة أن المذيع كان يسمي خدم البرنامج " صبابي القهوة " باسم جابر وسعد ..
" ماذا نسمي شخص يزايد بالوطنية في برنامج مدته ١٥٠ دقيقة ، وفي المقابل يمدح صدام حسين في قصيدة مشهورة ويستقبل مذيع عراقي يكن العداء والكراهية لآل الصباح الأعزاء ؟ خائن -عميل - منافق - جميع ما سبق "
عزيزي القارئ .. أنا لم أطلق الأحكام أبدًا في هذا المقال على شخص الأخ الكبير طلال السعيد ، وإنما ذكرت مجموعة من الحقائق وردت كلها في حلقة واحدة لم تتعدى الساعتين والنصف لأترك الحكم لك ، فكلَي ثقة بأن الشعب الكويتي لا يبيع عقله لأي شخص كان وباستطاعته أن يميَز الخبيث من الطيب ..
عزيزي القارئ .. هل طلال السعيد محنك سياسي .. أم مهرج نسناسي؟
دقق .. قيَم .. ولك القرار ..

خارج النص :

لم أتطرق في المقال أبداً إلى رأيي الشخصي وآثرت أن أنقل الحقائق كما هي ، ولكن في ختام هذه المقالة المتواضعة أحببت أن أوجه كلمة إلى طلال السعيد مني شخصياً ..
في حلقة الأمس .. طلب الأستاذ طلال السعيد من الشعب الكويتي في ختام برنامجه تعليق أعلام الكويت وصور الشيوخ ، تعبيراً عن الوطنية .. ثم قال وبكل وقاحة وقلة أدب بأن الذي لا يمتلك علم فليتوجه إلى البرنامج لنعطيه دينارين يشتري بهما علماً ..
أولا : أخي طلال لا نحتاج إلى طلبك تعليق الأعلام ولا إلى توصية قناتك المنحطة حتى نكون وطنيين .. فكل كويتي يعيش على أرض هذا البلد يعرف كيف يخدم بلده ويعبر عن وطنيته ..
ثانيا : ليس الشعب الكويتي من يأخذ دينارين من أمثالك حتى يكون وطنياً .. أعطِ هذين الدينارين لابن قناتك "ولد بطنها بوعيدة " يمكن يقبلها منك ..لأن الكويتي الأصيل لا يشتري الوطنية بمال ..
أخي العزيز.. الوطنية ليست شعاراً نزايد عليه أوندندن حوله.. ولا سلعة رخيصة تُشترى بالمال أو دينارين كما قلت .. وإنما شعور خالص من القلب ، ينبض مادام الإنسان حياً ..

" أخي طلال السعيد .. تقبل مني هذه الكلمة : أنت عن الوطنية بعيد "

الأربعاء، 11 فبراير 2009

٥ x ٤ = ٣ سنوات !! .. معادلة كويتية

كل القوانين والمعادلات الرياضية والفيزيائية التي ابتكرها و أبدعها وطورها أفذاذ علم الرياضيات والجبر والفيزياء ، والتي تدرس ليل نهار في جميع المدارس والجامعات المحلية منها والعالمية ( بل وحتى الكتاتيب الكويتية القديمة البدائية ) ، تثبت وبالأرقام الصريحة المفهومة وبكل لغات العالم أن نتيجة هذه المعادلة الرياضية البسيطة ( ٥ x ٤ ) تساوي ٢٠ ...

ف ٥ تلاميذ x ٤ كتب = ٢٠ كتابا
و ٥ مزارع x ٤ أبقار = ٢٠ بقرة
و ٥ دول x ٤ علماء = ٢٠ عالما
و ٥ أيام x ٤ صحف = ٢٠ صحيفة
و ٥ مدونات x ٤ مواضيع = ٢٠ موضوعا

إذاً .. فهي قاعدة بسيطة ودقيقة وجلية لايمكن لأي حالة شاذة أن تشق إليها سبيلا ...

ولكن ..

ولما عرف عن أبناء الكويت العزيزة من مروءة ونخوة ووقفات مشرفة استحقاقا للحق والحقيقة .. أبت حكومة دولة الكويت الأبية إلاّ أن ترجع لقانون " لكل قاعدة شواذ " كرامته وعزته ومكانته بين القوانين الطبيعية الأخرى ، فكسرت بهذه الروح النابضة تلك المنظومة الرياضية الأولية ، مخالفةً بذلك كل العقول والمفاهيم البشرية .. متجاهلةً سنوات من العلم والمعرفة والدراسة الحثيثة .. لتصبح المعادلة الجديدة كما يريدها العقل الحكومي الكويتي لا كما يريدها العقل الرياضي الطبيعي :

٥ x ٤ تساوي ٣ !!

نعم ..
٥ حكومات x ٤سنوات ( العمر الافتراضي للحكومة الواحدة ) = ٣سنوات من خيبة الأمل وقلق من ضياع المستقبل ...

كيف لا نقلق و قد مرت على هذا البلد الحبيب ٥ حكومات لم تكمل حتى ربع عمرها الافتراضي .. كيف لا نقلق والصدام التنفيذي التشريعي يتصدر الصفحات الأولى من الصحف الكويتية اليومية .. كيف لا نقلق ولدينا حكومات ضعيفة لا تملك قرارها ( تُقدم فتتراجع ثم تصطدم فتخضع ثم تُحل أو يحل المجلس ) .. كيف لا نقلق والمشاريع التنموية معطلة والبلد في تراجع مستمر .. كيف لا نقلق ومؤشر الفساد يرتفع ارتفاعا مخيفا حسب احصائيات المنظمة العالمية للشفافية .. كيف لا نقلق وحكوماتنا الموقرة لا تملك خطة استراتيجية واضحة لإدارة البلاد .. وكيف لا نقلق و .. و .. و .. و ..
حديث ذو شجون ..

قال سمو رئيس الوزراء في تعليقه على مقال الكاتب القدير الجاسم : " أن الرجال لا يترجلون في الأوقات الصعبة " .. ونحن نقول لسمو الرئيس إن كانت المسألة متوقفة على مبدأ الرجولة فإن بإمكان الشعب الكويتي قلب المعادلات والمفاهيم كما فعلت حكوماتك الكريمة من قبل وذلك بجعل " الرجال هم من يترجلون عندما يعجزون عن المواجهة " .. فقط من أجلك سمو الرئيس ..

سمو الرئيس .. نحن لا تهمنا اليوم الشكليات ولا نكترث بالألقاب ولكن جل ما نتطلع إليه في هذه اللحظة الحرجة هو تأمين مستقبل أفضل لأبنائنا وبناتنا ..

سمو الرئيس .. نحن نقدرك ونحترم طيبتك وتواضعك ، ولكن الكويت أعز و أعظم شأنا ، و إن أحوج ما تحتاجه اليوم هو رجل دولة بحق يستطيع أن يأخذ بيد السلطات الثلاث بحنكة وذكاء سياسي إلى بر الأمان ..

وليتك ياسمو الرئيس ورثت شجاعة عمك صاحب السمو أمير البلاد عندما كان رئيسا للوزراء حيث قال رغم المعارضة الشديدة التي واجهها : " لا أحد في الحكومة يملك حصانة ضد الاستجواب بمن فيهم صباح الأحمد نفسه " ...

لا أقول إلا : رحمكم الله يا علماء البشرية ، فقد حفظ الله عقولكم إذ قبضكم إليه قبل رؤية المعادلة الكويتية الجديدة ...

...........................

تنازلات + صفقات + ضعف = مواجهة استجواب !!

إن الضعف الذي تعيشه الحكومة اليوم وصل إلى حد مأيوس منه لم تشهده الحكومات المتعاقبة من قبل .. فعهدُنا بالحكومات السابقة أنها حكومات تخشى المواجهة وتخضع للضغوطات السياسية بكل صدر رحب مهما كلف الأمر من ضياع للأموال العامة أو تعطيل لعجلة التنمية ، فالمهم عندهم هو عدم صعود ناصر المحمد منصة الاستجواب المشؤومة ..
وعندما حاولت الحكومة تصحيح هذا المسار الأعوج بمحاولة ترتيب الأوراق والتصدي لاستجواب ( حدس ) ، أدخلت الحكومة نفسها في دوامة واسعة من التنازلات ما كانت لتقدمها لو قررت عدم المواجهة كعادتها القديمة .. أي أنه عندما حاولت الحكومة أن تكون أقوى هذه المرة أصبحت في حقيقة الأمر في أضعف حالاتها .. معطية بذلك موشراً قوياً بأنه لا مناص اليوم من الإبتعاد أو الإقصاء ...

حتى تواجه الحكومة استجواب حدس .. حاولت إرضاء جميع الأطراف الأخرى النيابية منها والإعلامية وذلك بشرائها وتحرير الصفقات المشبوهة معها ، فأصبحنا نلاحظ اليوم كل التيارات السياسية ( السلفية والليبرالية والشيعية والشعبية ) تجتمع بشكل دوري في مكتب النائب السلطان لحل أزمة الاستجواب كما سموها ، أين أنتم يا تكتل الكتل من هذه الاجتماعات النادرة عندما كانت حدس أحد أهم أقطاب التهدئة بجانب الحكومة ؟؟

حتى تواجه حدس .. أسكتت و أخرست المليفي بإحالة تقرير ديوان المحاسبة حول مصروفات ديوان سمو رئيس الوزراء إلى النيابة العامة إحالة صورية و أمرت اللجنة العليا للجنسية بسحبها ممن لا يستحقها بعد أن مُنحت فعلا للمواطنين .. بماذا اشترتك الحكومة أيضا أيها النائب المليفي ؟؟

حتى تواجه حدس .. جيرت كل أذنابها من وسائل الإعلام الرخيص من إذاعة وتلفزيون وصحف صفراء لضرب نواب الحركة الدستورية والتشكيك في ذممهم المالية وتنفير الشعب الكويتي من حولهم .. ولكن أعتقد أنكم أخطأتم في اختياركم لقناة سكوب المنحطة ، فضربها لحدس زاد من مكانة نواب الحركة في قلوب الناس .. " و إذا أتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي بأني كامل "

حتى تواجه حدس .. حاولت من خلال القوات الأمنية منع العديد من البرامج والندوات التي تشرح وجهة نظر المستجوبين من الاستجواب ( كندوة حدس في المنطقة الحرة منذ يومين وندوة الاتحاد العام لطلبة ومتدربي التطبيقي في العديلية بالأمس ) ، متجاوزةً بذلك كل الأعراف الإنسانية والقواعد الدستورية المدافعة عن حق المواطن في التجمع والتعبير عن رأيه بحرية تامة دون أدنى قيد .. شعبنا يا حكومتنا العزيزة شعبٌ حرٌ آبي يرفض مثل هذه التصرفات الهوجاء وبها يزداد رغبةً في كشف الحقيقة ..

حتى تواجه حدس .. لا نعلم إن كانت ستمرر قانون شراء المديونات لإسكات الشعبي ( المأزمين كالعادة ) و أطراف نيابية قبلية أخرى ، وهذا أمر غير مستبعد على حكومة ضعيفة مهزوزة كحكومة المحمد ، أو أن هناك صفقات أخرى خاصة لهؤلاء النواب ؟؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد ..

حتى تواجه حدس .. كلفت رسميا الشيخ أحمد العبدالله الهارب من استجواب الصحة لتولي حقيبة وزارة النفط محاولةً بذلك التقرب من جريدة الوطن ومالكها الشيخ علي الخليفة ( سيد صفقات النفط المعروف دون منازع ) .. وقد يسألني البعض ما هي علاقة توزير أحمد العبدالله بإرضاء علي الخليفة ؟؟ .. أقول لكم ابحثوا إن كانت هناك علاقة قرابة بين الرجلين وستعرفون الإجابة بأنفسكم .. واللبيب لبالإشارة يفهم ..

يا سمو الرئيس نقولها لك بصوت عالٍ .. إن كان ثمن صعودك المنصة ومواجهتك الاستجواب هو بيع الكويت .. فلا تواجه من فضلك فالكويت أغلى منك ..

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

تنويه واعتذار

اكتشفت صدفة أثناء تجولي في عالم المدونات أن هناك أحد المشاركين غير المسجلين يكتب باسم شارع السور ، ولم أنتبه إلى هذا الموضوع أثناء تسجيل مدونتي ...
وبذلك أتقدم باعتذار شديد من القلب إلى صاحب هذا الاسم، وأتمنى أن يكون ضيفا عزيزا على هذه المدونة الجديدة ..
أما تعليق المدونة الرسمي فسيكون باسم soor ...
شاكرين للجميع الدعم والتأييد ...

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وأحاطها بسور رعايته وتوفيقه ...

الخميس، 5 فبراير 2009

حدس .. صوت العقل في زمن الغوغائية

عندما تمعن النظر في تاريخ الحكومات الكويتية على مر العقود الماضية ، تجد رغم الأخطاء المتراكمة والأداء المتفاوت أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية قد حفظت مكانة رئيس الوزراء وأبعدته كل البعد عن منصة الاستجوابات التي أصبحت اليوم الأداة الدستورية الأرخص للحصول على مكانة مجتمعية ونيابية .. فأولها عرفي وهو أن رئيس الوزراء نفسه هو ولي العهد، فتبعا لذلك هوالأمير القادم لدولة الكويت وبما أن الذات الأميرية مصونة بحكم الدستور فإنه يثقل على النائب مساءلة هذا الأميرالمستقبلي ، بل يعد هذا النائب من الشجعان الأبطال إذا لوح أوأشار بطريقة غير مباشرة إلى خطأ ارتكبه ذلك الرئيس ..
وثانيها يتعلق في وفاق الأسرة الحاكمة والتفاف أبنائها حول شخص الرئيس ، ففي انسجام الأسرة ووحدة كلمتها صون لمكانتها السياسية وقوة يحسب لها ألف حساب ، فما كان النائب يجترئ على محاسبة وزراء الأسرة أو ملاحقتهم قانونيا إلا بأدلة قطعية تخطؤهم وتقوي موقفه ،فما بالك برئيس الوزراء الذي يعد شيخا للأسرة وكبيرهم بعد الأمير وولي عهده ؟!!!
وثالثها شخصي يتعلق بشخصية رئيس الوزراء الكاريزماتية وأداؤه الإداري والسياسي فكل الرجال الذين ترأسوا الحكومات السابقة كانوا رجال دولة بحق ،استطاعوا رغم الأخطاء التي وقعوا بها والأزمات التي عصفت بهم أن يصونوا العلاقة بين السلطتين ويعبروا بها من أوسع الأبواب بحنكتهم السياسية ودهائهم الاجتماعي وشجاعتهم وجرأتهم على المواجهة ..
وهذا مايفتقده وللأسف الرئيس الحالي للحكومة الكويتية فبالاضافه إلى تلاشي عرف احترام ولي العهد وحفظ مكانته السياسية بعد فصل المنصبين وتجريد رئيس الوزراء من تلك الخاصية ، وارتفاع حدة الصراع بين أطراف الأسرة المتنازعة الذي بدأ يطفو على السطح ويجند كل طرف أذنابه من النواب لدحض الطرف الأخر وتدميره ، فإن شخصية رئيس الوزراء الحالي كذلك شجعت كل من له صوت أن يرفع هذا الصوت ويضرب به الآفاق الحكومية بوجه حق أو بغير وجه حق ، فالإدارة السيئة ،والضعف وعدم القدرة على المواجهة ،وعدم وضوح الرؤية ،والتخلي عن المشاريع الحيوية والأجندات الاصلاحية بسبب الضغوط والتهديدات السياسية ، مهدت الطريق أمام المتردية والنطيحة من أصحاب الحناجر الحديدية أن تكون ورقة استجواب رئيس الوزراء دائما حاضرة والوسيلة الأسرع للتكسبات الانتخابية الرخيصة ..
( ملاحظة : الاستجواب حق دستوري لكل نائب ،ولكن النائب الحريصعلى المصلحة العامة ومستقبل البلد يعرف متى يستخدم حقه وأين..)
.....

دخل النواب اليوم في سباق مع الزمن لمحاولة قطف ثمرة استجواب رئيس الوزراء والخروج بدور البطل الشعبي الوطني ، فما أن أعلنت الحركة الدستورية عن رغبتها باستجواب ناصر المحمد خلال الستة أسابيع القادمة ،حتى تقاذف النواب أوراقهم وكشروا عن أنيابهم ضد رئيس الحكومة محاولا كل منهم أن يكون السبق من نصيبه ، حيث أعلن السيد المليفي رغبته في الاستجواب إذا لم تجب الحكومة عن تساؤلاته خلال أسبوع مما دفع نواب الشعبي إلى الاستعجال بتقديم استجوابهم حول المشروع الذي قدمته الحكومة لحل أزمة الشركات ، وليست المسألة الرئيسية عند نواب الشعبي - التأزيميين بطبعهم - هي محاور الاستجواب إنما توقيته ،حيث تناقلت وسائل الاعلام عزمهم تقديمه يوم الأثنين القادم أي قبل استجواب المليفي .. والشعب الكويتي كله ينتظر الحلقة الجديدة من هذا المسلسل الكوميدي الذي يجسد الديمقراطية الكويتية بأزهى حلتها ..

التساؤل الذي يبقى في أذهان الجميع : لماذا تكيل وسائل الإعلام بمكيالين عند تقييمها للاستجوابات ؟ لماذا يعتبراستجواب المحمد حفاظا على المال العام إذا قدمه المليفي ويكون دليلا على وجود صفقات مشبوهة إذا قدمه الصانع ؟ لماذا يصب في خانة الاصلاح السياسي إذا قدمه السعدون ويكون فسادا وعدوا للديمقراطية إذا قدمه الحربش ؟ لماذا يعتبر البراك وطنيا وقوميا ومدافعا عن الحقوق الشعبية إذا تقدم بالاستجواب في حين يكون الشايجي مأزما وحزبيا وساعيا نحو تحقيق مصالحه الشخصية إذا تقدم هو بالاستجواب ؟ ...
قد لا أكون حدساويا .. وقد لا أتفق معهم في كثير من المواقف والتوجهات .. ولكن الحقيقة التي يجب أن يفهمها كل مواطن كويتي هو أن الحركة الدستورية الاسلامية عندما تغاضت عن الكثير من الأخطاء والشبهات الحكومية بل والنيابية في بعض الأحيان كان من أجل المحافظة على الكيان السياسي والديمقراطية الكويتية من الضياع،حرصا منها على مستقبل البلد والمصلحة العامة حتى لو كان ذلك على حساب فقدان جزءا من شعبيتها في الشارع الكويتي ،فحصل ماحصل من انتشار للاشاعات وترويج للأكاذيب من أجل التغطية على المساوئ الحكومية بل والتغطية على بعض مصائب النواب وتعديهم الصريح على المال العام ..
عندما أمنت الحكومة وبعض أتباعها من النواب جانب " حدس " لما عرفوه عنها من عقل في إدارة الأزمات ونضج في التعاطي مع المواقف المختلفة ورقي في التعامل مع القضايا الشائكة وعدم الخوض في الفقاعات السياسية وسفاسف الأمور .. ضربت فأوجعت فكان لهذا العقل وذلك النضج ثمن باهض دفعته حدس على حساب شعبيتها ومصداقيتها وسمعتها ..
وعندما أرادت الحركة أن تسترجع جزءا من كرامتها كان هذاالاستجواب المنطقي والراقي والهادف ، لتثبت بحق أنها في الرخاء والأزمات على السواء صوت العقل في زمن كثر فيه الغوغائيون ..
وأنا أزعم وكلي يقين بأن هدف هذا الاستجواب ليس تكسبا انتخابيا كأي استجواب آخر وهذا واضح من تصريح الحربش " بأن الحكومة تمتلك أغلبية وعليها المواجهة وصعود المنصة" ، فكيف لشخص يعلم مسبقا بأن استجوابه سيفشل وستتداعى عليه كل التكتلات والتيارات السياسية وهو يعترف بذلك ، ويمضي قدما نحوالمساءلة دون تردد أو تخوف ، ثم نقول عن استجوابه عبثي ومصلحي؟!! أي عقل يقبل مثل هذا الكلام ؟!!
الهدف هنا ليس طرح الثقة بسمو الرئيس أو حل مجلس الأمة كما يدعي البعض فتكون نقطة تحتسب للحركة أثناء الانتخابات .. ولكن الهدف الحقيقي أسمى من ذلك بكثير وهو محاولة كشف الحقائق وتعرية الحكومة من كل غبش يحوم حولها ومعرفة الأسباب الحقيقية حول تراجعها عن المشاريع الحيوية التنموية الاستراتيجية خلال أسبوع كما أوضحت الحركة في بيانها .. فإذا كان سبب التراجع هي الأزمة المالية كما ادعت فهل كانت الحكومة عاجزة عن اكتشاف هذه الأزمة طيلة الأشهر الماضية وبدت واضحة خلال هذا الأسبوع ؟؟ أم أن سبب التراجع هو عدم جدوى هذه المشاريع اقتصاديا ،فإذاً كيف للمجلس الأعلى للبترول أن يقر هذه المشاريع بالاجماع وهو يعلم أن عليه التزامات جزائية لو تراجع عنها ؟؟ أم أن الضغوط السياسية والخوف من صعود المنصة كانت هي الشعرة التي قسمت ظهر البعير ؟؟
أيا كان السبب ، فإن ما تريده حدس من وراء هذا الاستجواب بوضوح هو مواجهة الحقيقة وكشف ملابسات القضية حتى يعرف الشعب الكويتي بشفافية تامة من هو المتخاذل الحقيقي الذي يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة وأن ينال جزاءه دون إنقاص أو مبالغة ..