الاثنين، 14 ديسمبر 2009

أشك فيك .. يا سمو الشيخ ناصر

مرت الكويت قبل ايام قليلة بمرحلة جديدة في تاريخ حياتها السياسية .. واضافت صفحة جديدة في قاموس ديمقراطيتها المميزة .. فلم يعد استجواب رئيس الوزراء خطا احمر يتمسك به نواب المصالح وابناء الحكومة البررة .. كما انه لم يعد كذلك مكسبا سياسيا لابراز البطولات وفرد العضلات وتهديد الحكومات ..
رجعت الأمور الى نصابها واستعاد استجواب رئيس الحكومة مكانته الحقيقية كأداة دستورية للنائب يستطيع استخدامها متى اقتضت الحاجة .. منتصرا بذلك دستور الأمة الذي لم يجعل ذات رئيس الوزراء مصونة .. حاله في ذلك حال بقية الوزراء ممن يحق للشعب عبر ممثليه مراقبتهم وتقييم أداءهم ، وحتى محاسبتهم إن أخطأو بطرح الثقة أو عدم التعاون ..

ما من مبرر اليوم للحكومة لتعطيل التنمية و ايقاف المشاريع الحيوية او المساومة على مصالح الشعب والوطن مقابل كرسي الرئاسة .. فكابوس الاستجواب قد ولى .. والجدار العازل قد سقط .. ولم يعد امام الحكومة سوى الانطلاق بركب التنمية مدعومة منصورة باغلبية حكومية ستواجه معها كل الاسطدامات ، وتخوض معها كل المعارك النيابية ، وستُخضِع اي استجواب يواجهه أي وزير في هذه الحكومة ..

لقد قلنا مرارا وتكرار بأن مواجهة الاستجواب ياسمو الرئيس هو نصف الحل .. مواجهة الاستجواب كانت نقطة تحول مفصلية في
شكل العلاقة مابين السلطتين ..

لم تعد بحاجة اليوم .. الى اتخاذ قرار خلال عطلة نهاية الاسبوع
كردة فعل على احدى المسجات الغاضبة من احد النواب ..

لم تعد اليوم بحاجة .. لأن تعد النواب ببناء مسجد على حسابك الخاص
هروبا من المواجهة ..

لم تعد اليوم بحاجة .. لدس أتباعك من النواب خفية في اللجان
البرلمانية لتمرير مصالحك ، فهم ظاهرون اليوم للعلن بعد
توقيعهم وثيقة التعاون الغير دستورية ( لعيونك فقط ) ياسمو
الرئيس ..

لم تعد اليوم بحاجة .. لتوجيه الاعلام الفاسد من قنوات منحطة وصحف
مبتذلة من اجل الطعن باشخاص معارضيك من النواب والتشكيك
بذممهم المالية وولاءاتهم ووطنيتهم ..

لم تعد اليوم بحاجة .. لمعرض السيارات الاثرية للتغطية على
الفساد المالي المستشري في ديوان سموك وبين أتباعك ومستشاريك
..

لم تعد اليوم بحاجة .. لتحرير شيكات لنواب لدعم مبرة او لشراء جاخور
(كما حللها النائب العبقري الروضان ) فإن أرض الكويت مليئة
بالجواخير التي يملكها أبناء الشعب من غير النواب ويسعدهم
التعامل مع سموك الكريم ..

لم تعد اليوم بحاجة للكثير والكثير من هذه الاساليب .. فقط لأنك
استجمعت قواك وأبرزت شجاعتك وصعدت المنصة وفندت الاستجواب
لساعات معدودة وانتهت هذه المرحلة بسلام .. فهذه المرحلة من
تاريخ الكويت ستكتب بماء الذهب وسيكون من جهة اسم ناصر المحمد
مدون فيها .. ومن جهة أخرى سيسجل التاريخ اسم فارس المجلس
الرجل الذي عانى ما عانى ، وضحى بما ضحى ، وواجه من واجه من أجل
محاربة الفساد واظهار الحق والحقيقة .. النائب الفاضل فيصل المسلم ..












ولكن ..


بعد أن سكنت العاصفة .. وهدأت الاحوال .. واستقرت الامور .. وذهبت السكرة وجاءت الفكرة ..

لنلقي نظرة تأملية على مستقبل الكويت وخططها ومشاريعها وفق معطيات الساحة السياسية الحالية ، ولنسأل أنفسنا هذا السؤال المهم : هل ستنجح حكومة المحمد أخيرا في تحقيق ما يتطلع اليه المواطن الكويتي بعد أزمة الاستجواب ؟؟؟

أشك في ذلك !!!


أشك في ذلك ياسمو الرئيس لأن مواجهة الاستجواب وصعود المنصة - كما ذكرت سابقا - هو نصف الحل .. ويبقى النصف الاهم وهو طريقة سموك في ادارة الساحة السياسية والتعاطي مع الاحداث المتسارعة .. فلو عرجنا بشكل سريع جدا على النجاح الذي حققه سمو الرئيس في استجواب المسلم لوجدناه نصرا بطعم الهزيمة .. شجاعة برداء خوف .. مواجهة مبطنة بهروب ..

كيف تعامل سمو رئيس مجلس الوزراء ومستشاريه مع موقف الاستجواب ؟؟ كيف حقق هذا الانجاز التاريخي في الحياة الديمقراطية الكويتية ؟؟

أولا : مارست الحكومة وللأسف الشديد سياسة تكميم الافواه وتقييد حرية التعبير وقمع الرأي الآخر .. ولكم في حبس الاستاذ الجاسم قبل الاستجواب باسبوعين فقط واحالة المحامي اليحيى للتحقيق أكثر من مرة مثل وعبرة .. لا لجرم ارتكباه ، سوى لانهما مارسا حقهما الذي كفله الدستور في التعبير عن آرائهما السياسية ازاء ما يحصل في البلاد من احداث .. فكان صعبا على حكومة المحمد تقبل أن يتشكل رأي عام بين الشعب الكويتي يؤيد الاستجواب ويدعمه ويطالب بتنحي ناصر المحمد عن كرسي الرئاسة ..

ثانيا : تحريك المرتزقة والاعلام الفاسد من ابناء الطابور الخامس وعباد الدينار لتخريب الندوات والمظاهرات السلمية بطريقة همجية غير حضارية لا تمت لدولة الكويت بصلة .. كل ذلك لان هذه الحشود طالبت بعلنية جلسة الاستجواب - بكل تحضر واحترام - حرصا منها على مصلحة الوطن ومكتسبات شعبه الدستورية المتمثلة في حقه بالاطلاع بكل شفافية على الجلسات وتقييمها واتخاذ رأي وموقف منها .. هذا الموقف الذي سيؤثر بلا شك على الخريطة النيابية في الانتخابات القادمة ..

وللأسف الشديد فإن من يعاونك ياسمو الرئيس ويشير عليك لا يمتلك أدنى قدر من الذوق السياسي .. فهو لم يحترم عقول أبناء الشعب الكويتي كما أنه أساء إلى شخصك الكريم بتلك الاساليب المتخلفة .. ولك أن تلقي نظرة على هذا المقطع المرئي حتى تعلم بنفسك شكل الحملة التي دافعت عنك في المظاهرة الاخيرة .. فلا أعلم هل عجز معاونوك عن ايجاد شاب كويتي واحد يمتلك الجرأة ليقف مدافعا عنك في ساحة الارادة ؟؟ حتى لو وجد فإني أعلم علم اليقين بأنه سيأبى الخروج والتظاهر بهذه الطريقة السوقية ، لأن شعب الكويت وأبناء شعب الكويت تربوا على الأخلاق العالية .. تربوا على احترام الرأي والرأي الآخر .. تربوا على قول الحق بكل وأدب واحترام وبحرية تامة ..

فضيحة احدى القنوات في ساحة الارادة ١
فضيحة احدى القنوات في ساحة الارادة ٢

ثالثا : تجنيد الاجناد وتكثيف الجهود من اجل ضمان سرية جلسة الاستجواب .. فقد كثفت حكومتنا العزيزة الاجتماعات وشكلت اللجان بطريقة غير مسبوقة ولافتة .. لا لتنفيذ الخطة التنموية للبلاد .. أو تحريك عجلة المشاريع الكبرى .. أو مراقبة أداء الوزارات ومحاسبتها .. ولكنها كانت حملة موسعة على نواب الأمة لضمان سرية الجلسة وحصول رئيس الوزراء على العدد الكافي لبقائه واستمراره .. وقد نالت ماأرادت !!

رابعا : تسريب بعض اشاعات السمعة والذمة المالية بحرفية عالية من اجل شق الصف وحشد التأييد .. فبين ليلة وضحاها ظهرت على
شبكة الانترنت شيكات سمو الرئيس لعدد من النواب المنتمين لقبائل وتيارات وطوائف مختلفة .. ليست بهدف التشكيك برئيس الوزراء كما فهمها البعض لأن الشك موجود منذ الانتخابات الماضية عند ظهور شيك الطبطبائي !! وصدور شيك ثاني وثالث ورابع لن يزيد الشك شك .. ولكن الشيكات نشرت بهدف الطعن في استجواب المسلم وتحويل القضية من محاربة فساد وحرص على المال العام الى قضية شخصية بين المستجوب واصحاب الشيكات ، مستفيدين من البعد القبلي والطائفي في ضرب المستجوب وسحب التأييد عنه .. ولا يوجد أوضح من تصريح النائب السابق الدويلة حين قال : ( ما حصل اليوم إهانة لكل رشيدي ، وخليتوا الرشيدي مرتشي ( يخسي ) أكبر شارب ، و أتحدى أكبرهم يروح النيابة يقول عني مرتشي ، هؤلاء اناسيتكسبون سياسيا لكن أقول انني أطلق من شواربكم )
وفي تصريح آخر قال : ( من يقف مع المسلم من النواب الرشايدة لا حجة له بأنه لا يعرف ومن يطلبني شيئا فعنواني معروف ، منزلي في العمرية ومكتبي في برج حمود )

وهنا وقفة اجلال واكبار للنائب الفاضل علي الدقباسي الذي لم يلتفت للدعاوي القبلية ، وثبت على موقفه من الاستجواب فكان من أول الموقعين على كتاب عدم التعاون ..

والله لو اجتهدت حكومة المحمد في أداء واجباتها التنفيذية كما اجتهدت في ( قمْت ) الاستجواب الماضي لاصبحت لدينا تنميةنتباهى بها بين الأمم ..اذا كان هذا النهج الحكومي في التعاطي مع استجواب رئيس الوزراء وهي قضية أكثر من طبيعية في الحياة البرلمانية وحق كفله الدستور لممثل الشعب.. فكيف بالقضايا الكبرى المصيرية التي تحدد مستقبل بلد وأبناء بلد ؟؟!!

أشك ياسمو الرئيس في قدرتك على الاستمرار .. أشك ياسمو الرئيس في قدرتك على تحمل تبعات مسؤولياتك الكبرى .. أشك ياسمو الرئيس في قدرتك على احتواء السلطة التشريعية رغم الأغلبية (البصامة ) التي تملكها .. أشك في قدرتك على انهاء مسلسل التأزيم .. أشك في قدرتك على الانطلاق بركب التنمية .. أشك في قدرتك على اللحاق بالأمم المحيطة ..

أرجوك من أجل الوطن .. أثبت عكس كلامي .. أو ترجل !!!

هناك 3 تعليقات:

enter-q8 يقول...

اول شي دعني اشيد بعودتك القوية من مقال و لا اروع

و فعلا نرجوه و اذا يبيني احب على ايده و راسه حاضر
خله يقنعنا بالفعل اننا مخطئين و شكنا بغير محله

soor يقول...

اخوي الكبير انتر-كويت :
اولا اشكرك كل الشكر على ثنائك .. كما اسعدني مرورك واهتمامك ..
ثانيا مامرت به ديرتنا الحبيبة خلال سنوات المحمد العجاف تجعل شكنا في محله .. وان المسألة لا تتعلق بموقف او موقفين وانما باسلوب عمل وطريقة ادارة ..
الله يعينا ويعين كويتنا الحبيبة

غير معرف يقول...

good evening,
i have poject due tomorrow and i need to interview a blogger if you can help me with that plz contact me as soon as possible at dalhajeri@hotmail.om